بعد مرور 100 عام على غرق السفينة تايتانيك، تنشر «العربية» تحقيقا مثيرا جدا عن وجود ضحايا لبنانيين ومصري واحد كانوا على متن السفينة الغارقة، وفي الفيلم لقطة يذكرها الجميع ممن شاهدوه لسيدة تقول بلهجة لبنانية «يللا يللا» وهي تستعجل ابنتها للفرار من السفينة حين بدأت في الغرق، ويرد زوجها مهدئا من روعها «بس بس خلليني شوفلك» وهو مرتبك يقلب صفحات في ممر بالدرك الأسفل من «تايتانيك» العملاقة، حيث الدرجة الثالثة. وفي الممر ظهر معه خائفون، بينهم الممثل ليوناردو دي كابريو، وهو يركض ممسكا بيد صديقته الممثلة في الفيلم، كيت وينسلت، طبقا لما نراه بالفيديو الذي تعرضه «العربية.نت» ويليه مشهد آخر حقيقي، وهو الوحيد للسفينة يوم أبحرت الى نيويورك، وبعدها تظهر لقطات حقيقية أيضا لحطامها بعد اكتشافه قبل 27 سنة.كان الزوج المسكين يبحث في صفحات كتيب يحتوي على بيانات «تايتانيك» عن مخرج في الممر ليعبر منه هاربا مع عائلته، وبعد هذه اللقطة التي دامت 6 ثوان فقط من الفيلم الهوليوودي لم نعد نسمع أو نرى ما يذكرنا بعرب «تايتانيك» المنسيين، فيما استمر العالم يتذكر ضحاياها الآخرين في كل مناسبة، وذروتها أول مئوية تمر على غرقها هذا الأسبوع.
وأكثر من تعرض في لبنان للخسارة بغرق «تايتانيك» هي قرية كفر مشكي التي خسرت وحدها 13 من أبنائها في الكارثة، طبقا لما قاله رئيس بلديتها خليل السيقلي الذي أبلغ «العربية.نت» بأن القرية التي لا يزيد سكانها الآن على 500 نسمة «ستقيم قداسا في كنيستها الأحد المقبل على أرواح قتلاها، وستقف دقيقة صمت إجلالا لهم» وفق تعبيره.
وذكر السيقلي عبر الهاتف أن أكثر من 11 ألفا من أبناء كفر مشكي مغتربون في 5 قارات، منهم ما يزيد على 6000 في أوتاوا بكندا وحدها. كما ستقيم قرية حردين في الشمال اللبناني الشيء نفسه أيضا، وفق ما ذكره لـ «العربية.نت» رئيس بلديتها باخوس سركيس عساف، الذي روى أن حردين هي ثاني من ابتلي بالفاجعة «فهي فقدت 11 من أبنائها» كما قال.
وحكى عساف عبر الهاتف تفاصيل مشهد مأساوي جرى حين بدأت «تايتانيك» تغرق عند ساعات الفجر الأولى، فقال نقلا بالتواتر عمن نجا من اللبنانيين الذين كانوا على متنها ان 11 من أبناء القرية تجمعوا في ركن بالسفينة عندما تأكدوا أن الموت في طريقه لينال منهم، ثم راحوا يرددون أبياتا ارتجلها أحدهم بأسلوب الشعر الشعبي اللبناني، المعروف باسم الزجل، وقالوا وهم يغرقون:
ابكي ونوحي يا حردين عالشباب الغرقانين
غرق منك حدعشر شاب بسن الخمسة وعشرين
منهم سبعة عزابي والبقية مزوجين
ما فيهم واحد شايب كلن بالخمس وعشرين
بعدها ابتلعتهم لجات المحيط وقضوا ضحايا لحلم اغترابي لم يكتمل، وظلوا مع غيرهم من اللبنانيين منسيين، لذلك ذكر عساف أن حردين «التي لا تنسى أبناءها تتمنى لو يتذكرهم لبنان الرسمي ويقيم لهم ولبقية الغرقى ذكرى لمناسبة مرور 100 عام على المأساة» بحسبما قال عن اللبنانيين الذين ستروي «العربية.نت» معظم التفاصيل عنهم فيما بعد، كما ستنشر لائحة بأسمائهم.
وأغرب ما علمته «العربية» وهي تسعى وراء المعلومات عن الغرقى العرب في الكارثة، ممن ستروي عنهم الكثير في الموضوعات التالية، كان من الكاتبة الأميركية السورية الأصل ليلى الياس مؤلفة كتاب «الحلم فالكابوس» وهو عن الكارثة وضحاياها العرب واستمدت بعض ما فيه من صحف عربية كانت تصدر بنيويورك عام الكارثة، وأهمها «الهدى» الشهيرة.
وذكرت ليلى الياس، نقلا عن ناجين رووا ما حدث لذويهم فيما بعد، أن عددا من اللبنانيين تم قتلهم بالرصاص لعدم انصياعهم لأوامر حرس السفينة، وقالت ان السبب الرئيسي في مقتل أحدهم كان لأنه حاول الوصول الى قارب نجاة ليحتل مكانا فيه كان يسعى إليه آخر من ركاب الدرجة الأولى.
وروت عساف من بنسلفانيا عن لبناني عمره 19 سنة، واسمه ضاهر شديد أبي شديد، من أنه كان يلعب ببندقيته في قريته «عبرين» بالشمال اللبناني، فخرجت منها رصاصة بالخطأ وقتلت فتاة من القرية، فهام على وجهه خوفا من أهلها، ووصل صدى خبره الى عمه، فمده بمبلغ مناسب وطلب منه أن يغادر لبنان ويوجه شطره الى حيث يقيم العم مغتربا في بنسلفانيا.
سريعا مضى ضاهر الى مارسيليا في فرنسا، ومنها بالقطار الى ميناء شيربورغ الذي كان اللبنانيون يبحرون منه الى بلاد الاغتراب، وفيه صعد الى «تايتانيك» حين رست هناك لتقلهم قبل أن تعود ثانية الى مرفأ بالجنوب البريطاني لتتوجه منه في أول وآخر رحلة لها الى نيويورك، وعلى الطريق وجد شديد في «تايتانيك» ما فر منه في لبنان، ولم يقع نظر عمه عليه الا كجثة عثروا عليها طافية مهترئة.
رحلة لأحفاد غرقى «تايتانيك» على نفس مسار السفينة المنكوبة
كان عدد من أحفاد ضحايا السفينة البريطانية الاسطورية الغارقة تايتانيك بين ركاب سفينة بريطانية عصرية انطلقت على نفس المسار الذي سلكته السفينة المنكوبة قبل نحو قرن من الزمان.وارتدى البعض الملابس التي كانت سائدة في ذلك الوقت من فراء وقبعات للنساء وحلل وقبعات مستديرة للرجال وركبوا السفينة بالمورال من ساوثهامتون على الساحل الجنوبي لبريطانيا التي أبحرت أمس الاول.
ووقف الركاب على السطح المكشوف من السفينة وأخذوا يلوحون لمودعيهم لينطلقوا على نفس المسار الذي اتخذته السفينة تايتانيك منذ نحو 100 عام في الرحلة الاولى لها من ساوثهامبتون الى نيويورك عبر المحيط الاطلسي.
وغرقت السفينة المنكوبة التي وصفت في ذلك الوقت بأنها السفينة التي لا تغرق في المياه المتجمدة للمحيط الاطلسي قبالة نيوفاوند لاند يوم 15 ابريل عام 1912 بعد اصطدامها بجبل من الجليد.
وستبحر السفينة بالمورال في نفس مسار تايتاننك حيث تتجه الى شيربورغ بفرنسا ومنها الى كوب في ايرلندا قبل ان تصل الى موقع غرق تايتانيك حيث يقام على ظهر السفينة بالمورال حفل تأبين في 15 ابريل في ذكرى الضحايا الذين واجهوا الموت غرقا في نفس المنطقة قبل 100 عام.
ووقف الركاب على السطح المكشوف من السفينة وأخذوا يلوحون لمودعيهم لينطلقوا على نفس المسار الذي اتخذته السفينة تايتانيك منذ نحو 100 عام في الرحلة الاولى لها من ساوثهامبتون الى نيويورك عبر المحيط الاطلسي.
وغرقت السفينة المنكوبة التي وصفت في ذلك الوقت بأنها السفينة التي لا تغرق في المياه المتجمدة للمحيط الاطلسي قبالة نيوفاوند لاند يوم 15 ابريل عام 1912 بعد اصطدامها بجبل من الجليد.
وستبحر السفينة بالمورال في نفس مسار تايتاننك حيث تتجه الى شيربورغ بفرنسا ومنها الى كوب في ايرلندا قبل ان تصل الى موقع غرق تايتانيك حيث يقام على ظهر السفينة بالمورال حفل تأبين في 15 ابريل في ذكرى الضحايا الذين واجهوا الموت غرقا في نفس المنطقة قبل 100 عام.
0 التعليقات:
Enregistrer un commentaire